الأربعاء، 15 فبراير 2012

تأملات وكلمات في عشق البدايات (مقال سبق نشره في مدريدي.كوم بتاريخ 13-4-2009)




خنقتني العبرات واحتبست بين مقلتي الدمعات، وأنا أتأمل في تلك القصاصات وأرى فيها تلك القسمات، لا اعرف من أين كانت البدايات ولكن متيقن أنها قصة عشق نهايتها ليست كتلك النهايات، سرحت بي الأفكار واسرفت في التأملات فقطعت مع العالم كل الصلات، رحلتُ ولا تسألوني أين ستكون وجهة أجمل الرحلات، هناك في أرصفة شوارع لشبونة بدأت أجمل الحكايات، حكاية عشق أجمل من كل الحكاوي والرويات.
بدأ مسيرته في سبورتينغ لشبونة، بدأها فتى يبحث عن فرصة طرق النجومية من أوسع باب، وتحقق له ما أراد حين أبدع وأقرانه في حصد بطولة كأس العالم للشباب، وبدأت رحلة الاحتراف وحصد أثمن الألقاب الشخصية رغـم أن مسيرته مع المنتخب لم تكلل بمثل هذه الألقاب، بارما واليوفي فرشا السجاد الاحمر ونثرا الورد لاستقبال فتى البرتغال فكان كل طلبه مجاب، اختار الكالتشيو فاختارته الليجا وعـلت نداءات البلوغرانا فلبى معشوقي النداء واستجاب.


وطئت قدماه أرض الكامب نو فتلألأ العشب وتزين المدرج بالأهازيج والعلم الكتالوني الخفاق، بجواره تواجد الأساطير ورحلوا وبقي البرتغالي ينثر عبق الدريم تيم في كل الافاق، صولات وجولات وإبداع من زمن العمالقة وصيت المايسترو قد علا وفاق، وحصد مع البارشا لقبين لليجا ومثلهما في الكوبا دي ريه واخر للسوبر وبدا أن ولاء الإمبراطور لكاتالونيا باق، ودارت الأيام وتحقق القول الخالد بأن دوام الحال من المحال وعلى وقع الصدمة كل كاتالوني من حلمه الوردي قد استفاق.
فعـلها البرتغالي وعلى درب لادروب ومن سبق انساق خلف إغراء المال، وفي ليلة وضحاها قدم للريال قرابين الطاعة والسماع، كسب بيريز الرهان وخسرت كاتالونيا ملهمها وريال مدريد كان الرابح الأكبر في صفقة كانت آنذاك حقا حديث الساعة والأصقاع، انتقاله كان تدشينا لعهد جديد في تاريخ الليجا خائن كاتالونيا أدخل البارشا دوامة الضياع، طعـنت الكتلان أم طعنوك، جرحتهم أم جرحوك، خنتهم أم خانوك لا يهمني فديار قلبي لا تشترى ولا تباع، وامبراطور مدريد فأل خير على البرنابيو فقدومه أول الغيث لعهد الجلاكتيكوس الذي اقترن بالإبداع.

أشرق نور في البرنابيو وتوهج ضياء في سماء ميدان سيبيليس ( Cibeles ) واستبشرت مدريد بعودة الزمن الجميل والأيام الخوالي، ولم يخب الظن ففي موسمه الأول مع الملوك حقق الدوري والسوبر الاسبانيين وخاب ظن المايسترو في حصد دوري الابطال الغالي، وفي ثاني مواسمه حقق كل آماله بحصد التشامبينز ليغ والسوبر الأوروبي والكأس القارية فتعددت في سيبليس الأفراح والليالي، وكأن مدريد بتعاقدها مع ملهم كاتالونيا تعاقدت مع الفرح الدائم بتحقيق البطولات ففي ثالث مواسمة كان الدوري ريالي. ولأنه اعتاد على أن لا ينازعه بملكه أخطأ الملكي بيريز بحقه حين جلب بيكهام، لم يكن هذا الخطأ الوحيد فتعددت أخطاء بيريز ودفع جمهور الريال الثمن بتبدد الأحلام، اصطدمت المنى بالواقع المر ودخل الريال في متاهة البحث عن الاستقرار وتاه النجوم وسط الزحام، وفي غمرة التوهان وسكرة الضياع الملكي اجبره لوكسمبورغو على الخروج وكأن رحيله سيزيل كل الألام

وفي خريف العـمر لبى فتى لشبونة نداء الكالتشيو فتأنق وحط رحالة هناك في عاصمة الموضة ميلان، اختار الانتر فاختارته البطولات ومازال البرتغالي يخط في سجله اغلى البطولات وإن لم تكن مساهمته فيها بقدر ما قد كان، اختار أن يكون في الظل ويرتاح بعد سنوات من الأضواء، ولكنه ما زال حتى اللحظة يحتفظ بسحره الذي خلد في الأذهان عندما يلعب يشع من عينيه نور الشباب ويجري باحثا عن معشوقته المستديرة ليروي ظمأ من اعتادوا على إبداعات أيام زمان. كانت تعيش على ذكريات الماضي المليء بعـبق أوزيبيو الذي رفع عاليا اسم البرتغال، وحين اعتقد الجميع أن تاريخ برازيليو أوربا انقرض خرج للعالم أغلى الأجيال، جيل المايسترو ورفاقه روي كوستا والآخرين الذي حمل على عاتقه اغلى الآمال، قدموا لبلدهم مونديال الصغار واجتهدوا طوال مسيرتهم في تحقيق بطولة كبيرة للبرتغال، كانوا قاب قوسين أو أدنى في يورو2004 ولكنها كتبت لغيرهم وفي مونديال 2006 لم يتبدل الحال
------------
عفوا ... التأملات قد انتهت ليس لأن الحديث عن معشوقي انتهي فعنه الكلام لا يمل
عفوا... إن أردتم معرفة اسم معشوقي فاسألوا البرنابيو أو الكامب نو فبداياته من ذاكرتيهما لن تمحى
>> المقال نشر في منتديات مدريدي بتاريخ 13-4-2009<<

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق