السبت، 14 أبريل 2012

خطبتي الثانية في عالم التوسماسترية بعنوان "الرياضة بين التشجيع والتعصب"


خطبتي الثانية في عالم التوستماسترية بعنوان " الرياضة بين التشجيع والتعصب" وإليكم فيما يلي نصها:

اقف أمامكم مطالبا بالتحدث بكل مصداقـية.. لذا سابتعـد قـليلا عن المثالية..
 وسأتحدث بكل واقعـية.. عن داء متفشٍِ في الأوساط الشبابية..
 للرياضة في حياتنا ركن محدد..
 لا يشغله منافس لها مهدد..
 ولها فوائد لا حصر لها ومنها أعدد..
 وسيلة للترفيه واستثمار وقت الفراغ في بناء الأجسام وصفاء الأفهام.. 
وقديما قالوا "العقل السليم في الجسم السليم"..

الرياضة بين التشجيع والتعـصب.. وإذا ما عرف السبب بطل العجب..
 من أين تستمد الرياضة سحرها؟!! وأي سر يكمن خلف ذاك الارتباط العاطفي الوثيق بين الجماهير وفرقها؟!!
عالم السينما والغناء يمتلكان ذات المقومات من حيث المال والشهرة والنجومية.. ولكننا لم نسمع يوما عن خروج مسيرات للشوارع والميادين احتفالا بفوز فيلم ما بجائزة الأوسكار.. هناك أسباب أعمق من ذلك تصنع جنون الرياضة.. قد تتلخص في أربعة أسباب رئيسية هي أهم ما يصنع سحر الرياضة ويخلق التعصب والحماس والارتباط الخارق بالفِرق الرياضية..
غريزة الانتصار ورفض الانكسار: جاذبية الرياضة تكمن في أنها تشبع غريزة الانتصار ورفض الهزيمة.. فرص النجاح في حياتنا المعاصرة كثيرة واحتمالات الفشل أقل ومقابل ذلك فإن فرص الانتصار قليلة واحتمالات الهزيمة أقل.. فما الفارق بين النجاح والانتصار؟!! النجاح ما هو إلا نتيجة انضباط ومثابرة واجتهاد تتفوق فيه على الذات والمجال فيه مفتوح للجميع.. اما الانتصار فلا بد فيه من وجود طرف مهزوم.. اشباع غريزة الانتصار يتأتي من خلال أن تهزم خصمك وتفرض عليه سيطرتك.. والطريف في الرياضة انك ان كنت الأيام الطرف المهزوم فغدا انت من يجندل الخصوم.
الرغبة في الحديث الرياضة توفر مجالاً خصباً للحديث وطرح الآراء وتبادل وجهات النظر. وسهولة الفهم كونها نشاطاً بسيطاً. إن مهووسي الرياضة يستطيعون استرجاع كمية مذهلة من الحقائق الرياضية؛ فهم يتذكرون التفاصيل الدقيقة لمباريات أقيمت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً. ولديهم أيضاً قدرة عجيبة على معالجة هذه الحقائق؛ فعند حساب نقاط الفوز والتعادل وإحتمالات التأهل ينقلبون لعباقرة إحصاء واحتمالات. الرياضة سهله للفهم لأنها مرتبطه بأشخاص، ولأنها كذلك، فهي توفر فرصة للتحليل والنقاش.
الرغبة في الانتماء احتياج إنساني قوي جداً ولكن عندما يشاركك المحيطون بك انتماءك فأنت في الغالب لن تشعر بقيمته وبذلك لن تُشبع رغبتك في الانتماء وتصبح فاتره لأن كل من حولنا يشاركنا إياها. والشغف بالانتماء لفرق مختلفة هو الحل الفعال لهذه المشكلة. (أنا برشلوني وانت مدريدي، أنا مع فيدرر وانت مع نادال)
الرغبة في الثورة والتمرد على قيود المجتمع المحافظ ثورة تبدأ برفض استخدام كلمات منتقاه تحرص على إطارات الأدب والذوق لكن في عالم الرياضة لا مكان سوى كلمات قاسية أشبه بمفردات حرب ناهيك عن أن ارتيادك للميادين يجعلك على موعد مع أسوأ ما يمكن أن تجود به قريحتك من شتائم. هذا الحكم مرتشي! هذا مدرب غبي! رئيس النادي لا يعرف رأسه من قدميه.. فهل هناك مجال فيه هامش للحرية أكثر من الرياضة؟!!
كل هذا يولد طاقة وحماس يزيد من شغف الجماهير فتصبح كالقنبلة الموقوته وتمتلك طاقة هائلة يقع العبء الأكبر في توجيهها للأسف على الإعلام والإداريين.. إعلام حاد عن جادة المهنية واعتمد أسلوب الإثارة بتهييج الجماهير وتضخيم الصغائر.. وترسيخ فكرة أن مجرد خسارة منافسة رياضية خيانة عظمى للوطن ناهيك عن كونها كبيرة من الكبائر.. فكانت النتيجة تبادل سب وشتم وضرب بين رواد المدرجات.. ومسيرون لعبوا على وتر التشكيك بنزاهة الحكام.. وتغطية فشلهم بالوعود الزائفة لتحقيق البطولات في قادم الأيام.
ختاما.. وعلى طريقة الشوالي.. أمي لم يكن يوما اسمها اليزابيت وليست شقراء اللون..
 وأبي ليس كارلوس ولم يكن يوما أخضر العيون..
 صومالي الهوى إسلامي الهوية مهما دارت السنون..
 مهما تفانيت في تعصبي الرياضي..
 برلسكوني لن يعطيني الجواز الإيطالي..
 ساركوزي لن يرحب بي كمواطن فرنسي..
 ورسيل لن يعتبرني ثوريا كاتالوني..
 كلهم سواسية في نظري ومنظوري..
 بعشق الرياضة نستمتع ونتمتع.. نحكي ونعبر.. ونريح ونرتاح.. ففي توحدنا كل الفلاح..

......................................................................................................
المصادر:
 - مقال بعنوان "فلسفة التعصب الرياضي" للكاتب سعود العمر
- برنامج "علمتني الحياة" حلقة التعصب للدكتور طارق السويدان


ملاحظة: لمشاهدة تعليقات الحضور انظر "التعليقات"

ملاحظة: الفقرة باللون الأحمر لم تكن حاضرة في خطبتي بتوستماسترز لدواعي أمنية :).. اعتذر لكل من توقع مني خطبة بمستوى أفضل فخذلته.. حقيقة الوقت أصابني في مقتل.. وإن شـاء الله في قادم الأيام انجح في المواءمة بين مضمون الموضوع والوقت.. وتحياتي للجميع