الأحد، 30 سبتمبر 2012

المجلس الثقافي يعقد بنجاح مناظرة صومالية شبابية عن الهجرة في الكويت

أقام المجلس الثقافي الصومالي في دولة الكويت مناظرة بعـنوان "الهـجرة إلى الخارج.. مـع أو ضـد" وذلك في يوم الجمعة الموافق 29/9/2012. هذا وتعتبر هذه الفعالية هي الأولى من نوعها بين شباب الجالية الصومالية في الكويت حيث أتت بمبادرة وفكرة جميلة من أعضاء المجلس ولاقت قبولا واستحسانا منقطع النظير من جميع أطياف الجالية حتى وصل صداها إلى خارج حدود الكويت حيث عبر الكثير من الصوماليين المغتربين في مختلف أنحاء المعمورة عن اعجابهم الشديد بالفكرة ورغبتهم في المشاركة بالحدث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وقد شارك في المناظرة فريقان يتألف كلا منهما من ثلاثة أعضاء حيث ضم الفريق المؤيد للهجرة كلا من الأخت رنده محمد والأخت أمل شوكري والأخ عبدالرحمن عابي بينما ضم الفريق المعارض لفكرة الهجرة كلا من الأخ فارح أبين والأخ عبدالرشيد أيانلي والأخت فاطمة نور وكانت المناظرة تهدف لمناقشة موضوع هجرة الشباب الصومالي إلى الغرب من خلال الظاهرة التي تعارف الصوماليون على تسميتها بـ"الإسديب" بالإضافة إلى الهجرة بشكل عام وعلاقتها بالإنسان الصومالي بشكل خاص. وقد جرت المناظرة بحضور كبار الجالية الصومالية ونخبة من الشباب الصومالي  المثقف ولجنة التحكيم التي تألفت من ثلاثة أعضاء وفي مقدمتهم الدكتور محمد موسى بدل والأستاذ عبدالكريم مختار والأستاذة زهور علي بجانب تواجد شخصيات مرموقة تمثلت في القنصل الصومالي في الكويت السيد أبيب موسى فارح وقنصل جيبوتي في الكويت السيد فارح عبدالرحمن بالإضافة إلى  كافة أعضاء المجلس الثقافي الصومالي بقيادة رئيسه المهندس محمد عبدالكريم الذي أدار جلسة المناظرة بنجاح واقتدار.
بدأت المناظرة بكلمة افتتاحية لرئيس المجلس الثقافي المهندس محمد عبدالكريم رحب فيها بالحضور وأوضح بعدها هدف المجلس الثقافي من تنظيم المناظرات الذي يكمن في محاولة ترسيخ وممارسة فن الحوار في إطار ثقافي بين شباب وشابات الجالية الصوماليه والإستماع لوجهات النظر المخالفة حول القضايا المختلف عليها وذلك باستخدام الحجج والبراهين المنطقية في هامش كبير من الحرية لتنمية مهارات التحاور وسرعة البديهة مشيراً إلى أن المجلس الثقافي الصومالي  هو المحفز والمحتضن للشباب الصومالي الراقي الذي يسعى لخدمة مجتمعه ثم شرح فكرة المناظرة والطريقة التي ستدار بها من خلال توضيح الوقت المسموح به لكل عضو كما حرص على تقديم فرسان الأمسية المناظرين الست في أسلوب جميل وسط تشجيعات الجمهور الذين كان متحمسا في تجربته الفريدة بمتابعة مناظرة بين الشباب الصومالي لأول مرة في الكويت. باكورة المناظرة كانت مع الأخت أمل شوكري عضوة الفريق المؤيد للهجرة التي استهلت مسودة مرافعتها في الدفاع عن الهجرة بالأية القرآنية ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:97] لتستند بها كدليل على وجوب الهجرة في الشريعة الإسلامية في حالات معينة ومن وجهة نظرها ذكرت أنه بمجرد أن تعارض الهجرة فأنت تعارض كلام الله تعالى. وعرفت الهجرة بأنها مصطلح ديموغرافي يقصد به الهجرة والانتقال من مكان الى اخر وهي أيضا تعني الاغتراب من الوطن الأصلي لوطن ثاني بحثا عن فرصة أفضل للحياة. وصنفت شوكري الهجرة إلى 3 أنواع حيث ذكرت أن النوع الأول هي الهجرة الاختيارية تكون بارادة الشخص وذلك طلبا للقمة العيش بالإضافة إلى الهجرة الإجبارية نتيجة الزلالزل والكوارث الطبيعية المختلفة ثم الهجرة السياسية للأفراد نتيجة مضايقات السلطة الحاكمة. واعتبرت ان الصوماليين يندرجون تحت النوع الثالث من الهجرة حيث أنهم مهاجرون سياسيون ليس لمضايقات السلطة بل لانعدام السلطة وغيابها مما ترتب على ذلك عدم قدرتها على السفر لبلادها والتنقل فيه بحرية لمجرد أنها تنتمي لقبيلة قد لا تروق للبعض متناسين أن مشكلتهم الحقيقية ليست مع ذاك الإنسان الصومالي الضعيف الذي لا حول له ولا قوة في صراعات قبلية صنعها الساسة. وأكدت أن المواطن الصومالي يفتقد في بلاده للحقوق الثلاثة التي وضعتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين كأساس للحياة وهي حق الحياة الكريمة وحق الحصول على المساعدات الإنسانية وحق الحماية والأمن. وبعيدا عن كلام الخبراء أشارت أمل في ختام كلمتها إلى أن العامل النفسي قد يلعب دورا في دفع البشر نحو الهجرة وأن هذا العامل يصبح حينا ملزما للإنسان الذي لا يجد راحته في بلد ما فيقرر الهجرة. وبانتهاء كلمتها توقع الجميع المناظرة قد حسمت قبل أن نسمع وجهة النظر المعارضة التي كان في جعبتها المزيد مع الأخ فارح أبين أول المتحدثين من أعضاء الفريق المعارض للهجرة ولم يختلف فارح في مقدمته كثيرا عن نظيرته أمل شوكري حيث استشهد بالآية الكريمة (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)[سورة الملك:15] ليبين أن الهجرة في حد ذاتها وسيلة للعيش الكريم لا غاية، وقال أن مفهوم الهجرة غير واضح لدى البعض فهناك من يعتقد أن الكويت هي وطنه الدائم بمجرد إقامته فيها وهذا ما يرفضه بشده موضحا أنه في حقيقة الأمر وحسب احصائيات الأمم المتحدة فإن الصومال ثالث أكثر دولة من عدد المهاجرين بعد أفغانستان والعراق لذا فنحن مهاجرون نتحدث عن الهجرة. كما عبر صراحة عن رفضه الهجرة من الكويت إلى بلاد الغرب سواء بشكل قانوني أو غير قانوني لمجرد اعتقاد الشخص أن الفشل هو مصيره في الكويت دون أي محاولة للبحث عن فرص النجاح المتاحة ودون إدراك من المقيم الصومالي في الكويت بعوامل القوة التي يتمتع بها مقارنة بغيره من الأجانب.  فالإنسان الصومالي يتمتع بـاثنتي عشرة سنة من التعليم المجاني بالإضافة إلى سهولة اللغة العربية التي هي ليست بغريبة على الشعب الصومالي المسلم على عكس المهاجرين للدول الغربية الذين يواجهون صعوبات في تعلم لغة جديدة  تكلفهم ضياع سنوات من العمر وكذلك نجاح الصومالي في الاندماج وقدرته الفائقة في الانصهار في بوتقة المجتمع الكويتي. ومن سلبيات الهجرة تلك الهجرة الغير القانوينة "الإسديب" التي يعتبرها مغامرة غير محسوبة العواقب ومحفوفة بالمخاطر العدد الكبير من الأرواح التي ضاعت وهي تحاول الهجرة إلى ما أطلق عليه "وهم الحلم الغربي" وختم فارح أن معركته ضد الهجرة ليست مع الشباب الذي يعاني الأمرين في الداخل الصومالي بل مع الشباب الذي يعيش في الخليج عموما وفي الكويت خصوصا ويهاجر ليطارد وهم الحلم الغربي. فكان رسالة فارح الواضحة كافية لإعادة التوازن بين الفريقين.. وما كانت لترضى المتحدثة الثانية من الفريق المؤيد للهجرة الأخت رنده محمد باستمرار حالة الاتزان فكانت مسودتها كافية لحسم الصراع لصالح الفريق المؤيد بالضربة القاضية.
بجرأة في الطرح وبانتقاء للكلمات المناسبة ذات الوقع الشديد في مخاطبة العقل قبل الوجدان لإيصال الفكرة المنشودة بدأت الأخت رنده محمد مسودتها للدفاع عن الهجرة بهجوم قوي عبرت من خلاله سخطها على الأوضاع المتردية في الصومال من الناحية الأمنية والإقتصادية والإجتماعية معللة أن قدر الإنسان الصومالي الذي ينتمي حسب وصفها لـ"أفشل دولة في العالم" يجعله يفكر في الهجرة ويحلم بالإرتماء في أحضان الدول الغربية وهو حلم لا يقتصر على ابناء الصومال في الداخل بل حتى للمقيمين في الكويت مخالفة في ذلك ما ذهب إليه فارح أبين ومبررة ذلك بأسباب كانت هي المحور الرئيس لكلمتها. فأولى الأسباب التي تدفع الصومالي للهجرة من الكويت للغرب هي سياسة "المواطن أولا ثم الغربي" حيث أكدت ذلك من خلال تجربة فتاة صومالية كانت تمتلك مؤهلات أكاديمية رفيعة وتعمل في شركة مرموقة ولكنها فجأة صدمت بواقع فقد منصبها لتصبح مرؤسة تحت رحمة مواطن يقل عنها في الكفاءة وفي الشهادة الأكاديمية وأوضحت أن أساس التقدير هنا ليس الكفاءة بل الجنسية من خلال حديثها عن تجربة مهندس صومالي كان يعمل في احدى الشركات الكويتية وارتقى في سلمه الوظيفي حتى وصل لمرتبة لم يعد مسموحا له بتحاوزها فما كان منه إلا أن هاجر للغرب وعاد بعد سنوات بجوازه الأوروبي ليعين في منصب مرموق بذات الشركة مع امتيازات تشمل السكن والسيارة وغيرها من الامتيازات التي لم يكن ليحصل عليها لولا جنسيته الغربية.  ومن الأسباب التي تدفع الشباب للهجرة للعالم الغربي أزمة الهوية والانتماء التي يعاني منها الشاب الصومالي الناشيء في دول الخليج فهو وإن ولد وعاش عقود لن يحصل على الجنسية ولا على حق الإقامة الدائمة ولا ينتظر يوما أن يُعامل كمواطن خليجي رغم نشأته في هذه البيئة كما أنه يجد رفضا من مجتمعه الصومالي الذي يطلق عليه أوصاف وألقاب للتنذر والسخرية كـ"عيال عصير" و "ما يخالف" وغيرها من المصطلحات فتكون الهجرة للغرب هي البديل حيث بالإمكان أن تتاح له فرصة الحصول على الجنسية ليعامل كمواطن مستوفي لكامل الحقوق بما فيها الحقوق السياسية ففي النرويج مثلا تم تعيين شابة باكستانية الأصل بعمر 29 سنة كوزيرة.  كما أن سياسة التعسف ضد المقيمين في الكويت عامل طارد من جهة ومحفز للهجرة نحو الغرب من جهة ثانية حيث أن الشاب الصومالي بعد تخرجه من الثانوي في حال عدم توفقه للحصول على تعليم جامعي يحرم من أبسط حقوقه وهو حق قيادة السيارة حيث لا تستخرج رخصة القيادة إلا لحملة المؤهلات الأكاديمية أصحاب الرواتب التي تتجاوز 600 دينار كويتي أي ما يعادل 2000 دولار أمريكي تقريبا.. فأي شاب صومالي هذا الذي يحصل بشهادة الثانوية وظيفة بهذا الراتب؟!!! هذا المغلوب على أمره الذي وإن وجد عملا فإن جزء كبير من راتبه سيصرفه على التكاسي ووسائل المواصلات. وبجانب هذه السياسة هناك أيضا محاولة لتصحيح أوضاع البلد على حساب المقيمين فقضية البدون الذين تكن لهم رنده كامل الاحترام تشكل هاجسا للحكومة الكويتية وحلها يتأتي من خلال الضغط على الوافدين حيث تفاجأ عشرات المعلمين المصريين بعد انتهاء اجازاتهم السنوية وعودتهم للكويت بفسخ عقودهم والتعاقد مع معلمين من فئة البدون بجانب التضييق على الصوماليين في مجال التعليم الجامعي بايقاف التحويل بين الكليات.  وتطرقت رنده في كلمتها للوضع الأمني في المنطقة وما يتم تداوله من نزاعات لا تخفى على أحد بين ايران ودول الخليج من جهة واسرائيل من جهة اخرى مما يعني أن الخليج منطقة صراع مهددة بأن تحدث فيها حرب عسكرية في المنظور القريب وفي حال حدوث ذلك فإن كافة دول العالم تهتم برعاياها حتى المجنسين منهم وتحرص على سلامتهم وقد تحرك اسطولا من أجل حماية أحد أفراد رعاياها بينما الإنسان الصومالي الذي حتمت عليه الظروف الإقامة في الخليج فلا دولة تهتم لشأنه وعليه أن يكابد ظروف الحرب وحده واستذكرت ذكرياتها مع الغزو العراقي على الكويت عام 1990 والغزو الأمريكي للعراق في 2003 وكيف أنها كحال كل الصوماليين هنا عانت الأمرين باعتبارهم كانوا بين مطرقة اضطراب الخليج وسندان عدم الاستقرار في الصومال. كما تساءلت  عن المانع في أن يبحث مهاجر سياسي لاجيء منذ 22 عام عن فرصة أفضل للحياة؟!! ولم تكتف بهذا الحد بل أضافت غياب ديمقراطية التعليم في الكويت إلى قائمة أسبابها المشجعة للهجرة حيث ذكرت أنه رغم المقاعد الخمس التي توفرها جامعة لكويت للطلبة الصوماليين إلا أنها لا تلبي طموحات هؤلاء الشباب واعتبرت نفسها نموذجا لشابة أجبرها غياب مفهوم ديمقراطية التعليم على دراسة تخصص لم تكن ترغب فيه شأنها في ذلك شأن الكثيرين. وأشارت إلى حلم الإنسان الصومالي بالجواز الغربي ما هو إلا رغبة منه للتمتع بحقه في حرية السفر والحركة فأقصى قدرات حامل الجواز الصومالي أن يقضي إجازته الصيفية في برعو أو مقديشو دون أن يكون له حق له في السفر للسياحة إلى باريس، لندن أو حتى روما إلا في حالات استثنائية. وختمت رنده محمد كلمتها بأن خيار الفشل في الغرب اختياري بينما خيار الفشل في الكويت اجباري. وقبل انتهاء الوقت الممنوح لها كانت رنده قبل أنهت كل حديثها وبدا لوهلة أن كل من في القاعة استعد رسميا للهجرة متأثرين بكلامها الصريح والمباشر الذي لامس حقيقة معاناة الفرد الصومالي في الكويت تحديدا.

وأتى الدور على الأخ عبدالرشيد أيانلي لاستعادة تعاطف الجمهور الذي بدا منحازا للفريق المؤيد للهجرة واتسمت مسودته في بدايتها بالجانب الوعظي الإرشادي حيث استشهد بقوله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [سورة الزمر:46] كما استشهد بقول الإمام الشافعي ( ما جادلت أحدا إلا وددت أن يجري الله الحق على لسانه ) وبدا أن عبدالرشيد يحاول العودة بالمناظرة إلى نقطة البداية من خلال استشهاداته في وقت كان الجمهور متعطشا ليرى حقائق دامغة توضح سلبيات الهجرة التي عرفها أيانلي بأنها الانتقال من بلد إلى اخر وأنه يعارض فكرة الهجرة من الكويت للدول الغربية حيث رأى أن فرص النجاح متوفرة في الكويت وأن لا عذر في من يفشل فمن يفشل في مجتمع الكويت يعني بالتأكيد أنه يفشل في مجتمع اخر يفتقد لقيم وتقاليد الإسلام كالمجتمعات الغربية. واسهب عبدالرشيد بعدها في شرح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) ليوصل رسالة مفادها أن المقيم الصومالي في الخليج يتمتع بكافة الحقوق التي تؤهله للعيش في حياة كريمة بعيدا عن أحلام الرفاهية والترف مؤكدا أن غالبية من يسعون للهجرة يفتقدون القناعة. وذكر أن الظروف مهيأة للجالية الصومالية التي لا يتجاوز عددها 4000 شخص للتأقلم مع تغيرات المعيشة في الكويت بحكم عددها القليل مقارنة ببقية الجاليات. واستمر عبدالرشيد في الحديث حتى وصل للمنشود حيث أتي بإحصائيات مخيفة من السويد التي تضم أعداد كبيرة من الجالية الصومالية مؤكد أن 50% من النساء الصوماليات هناك مطلقات أو يعشن دون أزواجهن وأن 75% من الشباب لم يتمكنوا من الحصول على شهادة الإعدادية. وأكد أن سياسة الرأسمالية هي الدافع الوحيد للغرب لاستقبال المهاجرين فالمميزات التي يتغنى بها البعض ما هي إلا نتيجة لمبدأ هذه الدول الرأسمالي "أعطيك لتعمل ثم أخذ من يمينك" وأكد أن هناك دول عربية فيها من الانفتاح الاقتصادي ما يسمح للكثيرين بالعمل التجاري الحر كما هو الحال في دبي. وعاد عبدالرشيد ليختم مسودته كما بدأها بكلمات بدت ارتجالية إرشادية حيث برر عدم تشجيعه الهجرة للغرب ورفضة لديمومة العيش والاستقرار فيها بالصعوبات التي يواجهها الآباء في تربية الأبناء مما نتج عنه الكثير من الانحلال الأخلاقي بين الشباب والشابات الصوماليات بالإضافة إلى عدم قدرة الآباء هناك في ممارسة حرية تربية أبنائهم بالطريقة التي يرونها مناسبة وإن حاول الأب اجبار ابنه على شيء فأن الابن يتمرد ويشتكي والده للسلطات وذكر أن التشريعات الغير متوافقة مع الشريعة الإسلامية أدت لعدم التزام الكثير من الفتيات الصوماليات بارتداء الحجاب أو ملابس محتشمة بالإضافة إلى منع هذه الدول حقوق كفلتها الشريعة للرجل كحق تعدد الزوجات وحق العصمة. واستدرك ليختم بأنه يؤيد الهجرة الي الغرب بشرطين أولهما البحث عن العلم فكم من الأكاديميين الصوماليين الذي خرجوا من بلاد الخليج وحازوا أعلى الشهادات ويلقون حاليا معاملة خاصة تختلف عن نظرائهم الغربيين لا لشيء سوى لأنهم من أصول صومالية وثانيهما إذا ما آمن الشخص على أخلاقه وعرف كيف يعيش حياته بشكل ينال فيه مبتغاه من لقمة العيش الكريمة بعيدا عن متاهات الفساد الأخلاقي الذي ابتلي به الكثير من مهاجري الغرب الصوماليين.

 وكانت اخر مداخلات الفريق المؤيد للهجرة مع الأخ عبدالرحمن عابي الذي خفف من وتيرة الأسلوب المباشر والقوي في تأييد الهجرة وبدأ مسودته بكلمات ترحيبية بالحضور وشكر للمنظمين ليدخل بعدها في صلب الموضوع من خلال طرحه الذي بدا فيها انه يتبع سياسة مسك العصا من المنتصف فهو أشاد في كلمته بالكويت وقدم له جزيل الشكر والامتنان على ما توفره للمقيمين الصوماليين على أراضيها من خدمات مثل حق التعليم المجاني حتى المرحلة الثانوية بالإضافة إلى المنح الجامعية التي ورغم قلتها وتحفظاته عليها كقصورها على عدد محدد من الكليات ومنع حق التحويل مؤخرا إلا أنه رأى أن هناك مبررا لذلك ناتج من عدم وجود تبادل ثقافي بين البلدين فالكويت لا ترسل طلبتها لجامعات صومالية لينتفي هنا شرط التفاوض حول شروط المنح الدراسية بالإضافة إلى ضعف الدولة الصومالية في الدفاع أو محاولة البحث عن مميزات لرعاياها. ورغم ذلك إلا أنه لا ينكر تأييده التام للهجرة إلى الغرب معتبرا أنها من وجهة نظره حركة لتطوير الذات حيث أنه لا يوجد مجال كافي للإبداع في الكويت على عكس المجال المتاح في الدول الغربية التي تنظر لكفاءة الشخص وقدرته فتنظر للمهاجرين باعتبارهم استثمار جيد للدولة مانحة كافة الحقوق لهم بما فيها الحقوق السياسية حيث نرى الكثير من الكفاءات الصومالية التي حظيت بثقة هذه الدول فنالت أعلى المراكز وأصبح لها تواجد في البرلمانات. وشدد أن آفاق الهجرة القانونية لأوروبا مفتوحة لأصحاب الكفاءات ونصح الشباب بأن يستزيدوا من العلم والخبرات ويفكروا بعدها في الهجرة للغرب الذي يفتح الباب أمام هجرة العقول. ومن جهة اخرى أوضح عبدالرحمن أنه ضد الهجرة الغير القانونية "الإسديب" ولكنه يتفهم الأسباب التي قد تدفع "شباب زي الورد" لخوض هذه المغامرة. حيث أن هناك صعوبات جمة وكثيرة في الكويت لبعض الشباب الذين تخرجوا من الثانوية العامة ولم يجدوا فرصة للالتحاق بالجامعات فأصبح بين نار الترحيل لانتهاء الإقامة أو حتى تشكيل عبء على ذويهم حيث أن بعض العائلات الصومالية تعاني الأمرين في ظل عدم كفاية دخل المعيل الوحيد لهذه العائلة لتغطية الاحتياجات الضرورية لحياة عائلة قد يصل عدد أفرادها إلى عشرة أحيانا فما بالك بتحمل مصاريف ارسال هذا الشاب للالتحاق بجامعة خاصة وهنا قد اتفهم اسباب من يلجأ للهجرة الغير قانونية. وبذات النسق والوتيرة الهادئة بدأت الأخت فاطمة نور كلمتها بالحديث عن تجربة العداءة الصومالية سامية عمر يوسف التي ماتت غرقا أثناء محاولتها الهجرة لأوروبا مؤكدة أن هذه واحدة من المواهب الفذة التي فقدتها الصومال شأنها في ذلك شأن الكثير من الكفاءات الصومالية التي ضحت بحياتها وهي تخوض مغامرة الهجرة الغير قانونية "الإسديب". ورأت فاطمة أن ما ينقص الإنسان الصومالي هو أن يتأقلم مع محيطه كما يقول الشيخ محمد العريفي في كتابه استمتع بحياتك "عش حياتك بما بين يديك من معطيات لتسعد " حيث أن القمة تتسع للجميع وكل صومالي لديه فرصة ليكون عظيما في بلاده المليئة بالخيرات والثروات والمعادة الطبيعية التي تجعل الصومال أغنى دولة في العالم ولكن عدم وجود سلام حقيقي يدفع الكثيرين للاغتراب تحت تأثير الصورة التي يتصورها الجميع بأن المعجزات تصنع في أوروبا. فتجد أن عائلة صومالية مستعدة لبيع بيتها وكل ما تملك لتدفع تكاليف هجرة أحد أفرادها فإن نجا ووصل لأوروبا ربما كان سببا في نقل أهله للغرب. ولكنه قد يكون الوحيد من بين مجموعة تسافر بمركب يفتقد لأبسط شروط السلامة بعد أن يتجاوز صحراء نفس صحراء ليبيا المحفوفة بالمخاطر بالإضافة إلى ما نسمعه من حالات اغتصاب الفتيات المهاجرات وربما تعرضهم للموت نتيجة عدم تحمل هذه الظروف الصعبة. ويعاني الكثيرين بـالغربة لعدم نجاحهم في التأقلم مع مجتمع متحرر من العادات والتقاليد الإسلامية المحافظة بجانب نقص المادة لبناء المساجد وهذا يثبت لنا أن الحياة جميلة ولكن لكل شيء ثمن وأن في أثناء بحثنا عن المفقود قد نفقد الموجود. وشارك في المناظرة الأخ سعيد دامي المقيم في النرويج عبر الاسكايب حيث أشاد بفكرة المناظرة وأثنى على شباب الجالية  الصومالية في الكويت وحثهم على المزيد من هذه الملتقيات وتحدث بعدها من واقع تجربته الشخصية حيث بدا من كلامه تأييده للهجرة إلى الخارج موضحا أن انسداد أفاق الإبداع في الدول العربية على جميع الأصعدة هو الدافع للهجرة إلى الغرب الذي يقدر الكفاءات ليؤكد كلام الاخت رنده حول الوزيرة النرويجية من أصول باكستانية.

وبـعد سماع مختلف وجهات النظر من فرسان المناظرة الست فتح الباب للنقاش والتساؤلات فيما بينهم من خلال مرحلة الاستجواب التي شهدت شدا وجذبا بين الفريقين من خلال الأسئلة المطروحة التي حاول من خلالها كل طرف تقوية موقفه وتبيان ضعف حجة الطرف الاخر. كما اتيح المجال للجمهور لألقاء اسئلة وجهت معظمها للفريق المعارض للهجرة حيث بدا غالبية الحضور مقتنعين بأطروحات الفريق المؤيد للهجرة. ولم يختلف حال لجنة التحكيم كثيرا عن الجمهور حيث أنها اعلنت في نهاية الأمسية عن فوز الفريق المؤيد للهجرة والمكون من الأخت رنده محمد والأخت أمل شوكري والأخ عبدالرحمن عابي بفارق نقطتين عن الفريق المعارض للهجرة حيث حصل الفريق الفائز بالمناظرة على 77 نقطة مقابل 75 نقطة للفريق المقابل. وكان تقييم لجنة التحكيم مستندا على أسس أبرزها نجاح الفريق في استمالة الجمهور ولجنة التحكيم لرأيه من خلال أدلته وبراهينة. واختتمت المناظرة بكلمة من نائب رئيس المجلس عبدالله درر أكد فيها سعي المجلس لعمل عديد المناظرات مؤكدا انه هذه هي البداية شاكرا فيها الجميع على المشاركة في انجاح هذا الحدث.

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

غدا سيكون أجمل يا صومال..انتخابات رئاسة البرلمان خطوة في الطريق الصحيح

اليوم أبارك للجواري..
وها أنا أجدد لكم حـواري..
يـا صـومال أبدا لن تنهاري..
فـمكانتك في القلب يا داري..
ابتهجي وقـولي غـداً إعماري..
فـهاهـم أبنائي قـد باتوا بجـواري..
حظي البروفيسور محمد شـيخ عثمان جـواري بثـقـة أغلبية أعـضاء البرلمان الـصومالي ليصبح أول رئيس برلمان رسمي بـعـد ما يزيد عـن عـقـدين من معاناة البلاد من الحروب الأهـلية ثم من الحكومات الانتقالية. وقـد حصل جواري في الجولة الأولى من الانتخابات على 119 صوت بينما حصل الدكتور على خليف جلير على 77 صوت وحصل النائب عبده حاشي عبدالله على 23 صوت بالإضافة إلى 10 أصوات للنائب عبدالرشيد محمد حدغ و5 أصوات للنائب حسن أبشر فارح. وكان فارق الـ40 صوت في الجولة الأولى عن أقرب منافسيه الدكتور على خليف جلير كافيا ليعلن الأخير انسحابه من الجولة الثانية لتعـلن بعـدها اللجنة البرلمانية المكلفة بالانتخابات تعيين البروفيسور محمد جواري رئيسا للبرلمان الصومالي. وقـد لاقى خبر انتخابه ارتياحا وقبولا من شريحة واسعة من الشعـب الصومالي لما يتمتع به الرجل من سيرة حميدة ومؤهلات أكاديمية رفيعة وخبرة سياسية لا يستهان بها. جواري المولود في مدينة أفجوي بمحافظة شبيلى السفلى عام 1945 ليس وجها جديدا عـلى الساحة السياسية فقد سبق له تقلد مناصب وزارية في نظام الرئيس الراحل محمد سياد بري. هذا وسيظل يوم انتخاب جواري لسدة رئاسة البرلمان في 2012/8/25 يوما للذكرى ونقطة تحول في تاريخ الصومال الحديث إذا ما أخذنا بعـين الاعتبار أن هذه أول انتخابات تجري داخل البلاد حيث جرت جميع الانتخابات المختلفة خلال الفترة الانتقالية المنتهية (2000-2012) خارج البلاد. بجانب أنها أول انتخابات يختار فيها برلمان صومالي رئيسه منذ 34 عام فـبعـد استيلاء الراحل سياد بري على الحكم في انقلاب عام 1969 تحول الحكم المدني إلى حكم عسكري  عمل فيه بري على تكريس قطبية حزبه الاشتراكي وتعزيز سلطته السياسية ليلغى مفردة "الانتخابات" من قاموس الساحة الصومالية.
ويخلف البروفيسور جواري في رئاسة البرلمان أسلافه ممن اعتلوا سدة رئاسة البرلمان خلال تعاقب السلطات الانتقالية في العـقد الماضي وهما أدن محمد نور مادوبي وشريف حسن أدن وللمفارقة فإن الأخير هو أول وآخر رئيس لبرلمان انتقالي في تاريخ الصومال. وإذا ما استثنينا الفترة الانتقالية المنتهية مؤخرا، فإن جواري يعتبر ثالث رئيس برلمان منتخب في تاريخ الصومال منذ استقلالها عام 1960 حيث انتخب أحمد محمد الإسحاقي رئيسا للبرلمان واستمر في منصبه حتى عزله عام 1967 ليختار أعضاء البرلمان آنذاك الشيخ مختار محمد حسين لرئاسة البرلمان. واستمر مختار في منصبه حتى انتهاء فترة الحكم المدني وحدوث الانقلاب العسكري عام 1969 ومنذ ذاك العام وحتى سقوط نظام بري عام 1990 لم يعـد للبرلمان وجود في ظل حكم عسكري استفرد بصناعة القرار وإدارة الأمور. وتسبب غياب حكومةٍ مركزيةٍ عن المشهد السياسي بدخول الصومال في أتون حرب أهلية عصفت بجميع مؤسسات الدولة فبات الحديث عن وجود ديمقراطية في مقديشو أشبه بالحديث عن المدينة الفاضلة التى لا وجود لها في عالم الواقع.
ندرك تمام الإداراك أن المثالية لا مكان لها في الحالة الصومالية الراهنة فمازال للمال السياسي وللمحاصصات القبلية دورها في اختيارات الساسة الصوماليين ولكن مجرد اجراء انتخابات برلمانية شفافة في مقديشو لأول مرة منذ ثلاثة عقود تأكيد على أننا نمضي قدما في الطريق الصحيح. وما وصول اثنين من أصحاب السيرة الحميدة والمؤهلات الأكاديمية للجولة الثانية من انتخابات رئاسة البرلمان إلا اثبات على نضج الوعي وإدراك الأعضاء للمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم بـعد أيام من الآن حين ينتخبون أول رئيس رسمي للبلاد منذ سقوط بري. صحيح أن الشعب لا ينتظر الكثير من عملية تحول الحكومة من انتقالية إلى رسمية بل أن الأمر في ظاهره يبدو للكثيرين شكليا وأن الضغـوط الدولية الرامية لسرعة انجاز العملية ما هي إلا ذر للرماد في العيون في اطار السعي لاستنزاف مقدرات وموارد الصومال الطبيعية مستقبلا. هكذا هي السياسة لا مكان فيها للعاطفة وعلى ساسة الصومال أن يدركوا أنهم أمام نقطة فارقة فإما أن يخلدوا في التاريخ أبطالا لكل الأمة الصومالية أو يفرطوا في الأمانة ليكون المصير مزبلة التاريخ. ختاما لا ادعي انني افقه في السياسة وآسف أن مصير بلدي معلق بدهاليز سياسةٍ سئم منها شعبٌ يريد الحياة بأمن.. شعبٌ سئم الحرب منذ زمن. هي كلمات تخالجني أردت البوح بها وإن كان الخيار ما بين التفاؤل والتشاؤم فإني اختار الأول اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه" وبإذن الله غدا سيكون أجمل يا صـومال.

السبت، 11 أغسطس 2012

"كلاكيت أول مرة" شباب حـولي يتوجون أبطالا للبطولة الخامسة

الصور بـعدسة الأخ زياد شـريف
فـي أجواء رمـضانية ساحرة وتحت أنظار سعادة السفير عبدالقادر شيخ أمين اختتمت مساء الجمعة فعاليات البطولة الخامسة لاتحاد الطلبة الصوماليين في الكويت بـرعاية المجلس الثقافي الصومالي والتي أقيمت في الفترة من 6 أغسطس إلى 10 أغسطس 2012 في الملاعب التابعة لكلية الدراسات التجارية بنين في منطقة حولي. انتهت البطولة بتتويج فريق شباب حولي باللقب على حساب  فريق "ولالها جليب" وذلك بعد انتهاء المباراة النهائية بنتيجة التعادل 1-1 في وقتها الأصلي واستمرار مسلسل التعادل بعد ماراثون الركلات الترجيحية التي لجأ إليها  الفريقان لفك الارتباط الذي لم يحدث إلا بالـقرعة التي ابتسمت لشباب حولي ليتوجوا باللقب للمرة الأولى كاسرين بذلك احتكار شباب خيطان الذين احرزوا ثلاثة ألقاب مقابل لقب وحيد لفريق الجليب في البطولات الأربعة السابقة.
جدول المباريات وطريق شباب حولي نحو لقب البطولة الخامسة
شهدت البطولة الخامسة مشاركة 14 فريق من مختلف مناطق دولة الكويت. وأقيمت  بنظام خروج المغلوب في جميع الأدوار حيث قسمت الفرق في الدور الأول على قسمين لتتواجه فيما بينها في سبع مباريات. وتميزت أغـلب المباريات فيه بالإثارة وتقارب المستوى فيما كانت الكفة مائلة لأحد الفريقين في مباريات قليلة شهدت نتائج ثقيلة. وكانت المحصلة النهائية لهذا الدور تأهل فرق المدفعجية والمرحوم محمد حاجي وشباب حولي وشباب الرابية وفريق ولالها جليب وميدنيمو بالإضافة إلى فريق هيلع إلى الدور الموالي. وجنبت القرعة فريق ميدنيمو عناء اللعب في الدور الثاني ليكون أول المتأهلين لدور النصف النهائي منتظرا الفائز من مواجهة فريقي ولالها جليب وهيلع فيما التقى فريق شباب حولي مع المدفعجية وفريق شباب الرابية مع فريق المرحوم محمد حاجي في باقي مباريات الدور الثاني. وكان الموعد مع مباريات من العيار الثقيل بعد تجاوز فريق "ولالها جليب" لنظيره هيلع ليلتقي فريق ميدنيمو في المباراة الأقوى في الدور النصف النهائي والتي اسفرت عن مواصلة ولالها جليب مشواره للدور النهائي. وفي الجانب الآخر توقفت مفاجآت شباب الرابية الذين تجاوزوا فريق المرحوم محمد حاجي في الدور النصف النهائي بعد خسارة قاسية أمام فريق شباب حولي الذي تأهل للمباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه ليضرب موعدا على اللقب ضد "ولالها جليب".
من اليمين السيد عبدالله ديكو وسعادة السفير عبدالقادر أمين ورئيس المجلس محمد عبدالكريم وممثل الاتحاد ليبان عبدالغني
وجرت المباراة النهائية بحضور سعادة السفير عبدالقادر شيخ أمين وممثل الجالية المسؤول عن الشؤون الرياضية عبدالله ديكو ورئيس المجلس الثقافي الصومالي محمد عبدالكريم وممثل اتحاد الطلبة الصوماليين في دولة الكويت ليبان عبدالغني وجانب من الجماهير التي مثلت نكهة اللقاء فكانت مميزة في تفاعلها مع أحداث اللقاء وتشجيعها للاعبي الفريقين. وتأثر المستوى الفني للمباراة بالتوتر الغير مبرر من بعض اللاعبين الذين لجأوا للخشونة المفرطة والاحتجاج المبالغ فيه على قرارات التحكيم مما أدى لاشهار بطاقتين حمراوتين وعديد البطاقات الصفراء خلال أحداث اللقاء وقد كان التكافؤ سيد الموقف طوال مجريات المباراة حيث تقدم فريق "ولالها جليب" بالنتيجة قبل أن يتمكن شباب حولي من معادلة الكفة لتستمر حالة الشد والجذب بين الفريقين حتى الصافرة النهائية، ولحسم الموقف تم اللجوء لركلات الترجيحية التي شهدت بدورها إثارة غير مسبوقة واستمتع الحضور بماراثون من الركلات حيث سدد جميع اللاعبين بما فيهم حراس المرمى بنسبة نجاح فاقت 95% في التسجيل ولم ينجح أيا من الفريقين في ترجيح كفته وخطف اللقب فكانت القرعة الفيصل الأخير في تتويج شباب حولي باللقب. فكل التهاني لشباب حولي على هذا الفوز وحظ أوفر في قادم المواعيد للوصيف "ولالها جليب" وباقي الفرق المشاركة.
قائد وحارس فريق شباب حولي يتسلمان كأس البطولة من سعادة السفير ورئيس المجلس وممثل الاتحاد
وأقيمت مراسم التتويج مباشرة بعد المباراة حيث تقلد لاعبو "ولالها جليب" ميداليات المركز الثاني بينما توشحت أعناق لاعبي فريق شباب حولي بميداليات المركز الأول وسلم بعدها سعادة السفير كأس البطولة لقائد الفريق وسط أفراح المحبين والجماهير المستمتعة بالكرنفال الرياضي الذي حرص الجميع في ختامه على التقاط الصور التذكارية.

متفرقات من البطولة

  • استحق القائمون على تنظيم البطولة تحية تقدير على جهودهم المميزة في إنجاح البطولة، وعلى رأس هؤلاء ممثل اتحاد الطلبة الصوماليين في دولة الكويت ليبان عبدالغني ونائب رئيس المجلس الثقافي الصومالي عبدالله درر.
  • أقيمت البطولة الخامسة لاتحاد الطلبة الصوماليين في دولة الكويت برعاية المجلس الثقافي الصومالي الذي قدم كافة التسهيلات لممثل الاتحاد ليبان عبدالغني لإنجاح البطولة.
  • شهد اليوم الافتتاحي للبطولة حضور سعادة القنصل أبيب موسى ممثلا عن السفارة فيما حضر سعادة السفير عبدالقادر شيخ أمين المباراة النهائية وشارك في مراسم تتويج الفرق الفائزة وألقى كلمة لأبنائه الشباب.
  • تميز الأخ زياد شـريف في تغطية أحداث البطولة حيث كانت عدسته حاضرة في جميع كواليس البطولة منذ اليوم الأول وحتى المباراة النهائية وقدم زياد ملخصات للبطولة في صفحته الشخصية وصفحة اتحاد الطلبة في مواقع التواصل الاجتماعي.

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

همسة تحليلية للمشاركة الإيطالية في البطولة الأوروبية "يورو2012"

عـندما يبكي بالوتيلي فاعلم أن الأزوري بالنار يكتوي. بهذه العبارة يمكننا تلخيص مشهد الختام في نهائي يورو 2012. قاسية جدا تلك الرباعـية التي سكنت شباك بوفون وشكلت نهاية مأساوية لبطولة أداها المنتخب الإيطالي بامتياز. خالف فيها كل التوقعات وقـدم أجمل المباريات أمام منتخبات من العيار الـثقيل. تحت وقع فضائح المراهنات وعثرة الوديات الأزوري بهدف دي ناتالي أجبر أبطال العالم وأوروبا على اقتسام النقاط في أولى المواجهات، وأمام كرواتيا حضرت إبداعات المايسترو بيرلو وغاب الانتصار. وفي مواجهة إيرلندا ثنائي المقدمة كاسانو وبالوتيلي تكفلا بالمهمة فكان المرور للدور الثاني الذي قدم فيه الـ"سكوادرا أزورا" المباراة الأجمل له منذ سنوات، بادر وتألق بالهجوم أمام منتخب انجليزي تكتل في مناطقه واستمات في الدفاع عن شباكه فصمد حتى تم اللجوء للركلات الترجيحية التي رجحت كفة الطليان بعد أن صنع بيرلو الحدث بتسجيله هدفا  رائعا على طريقة "بانيكا" الشهيرة. وفي النصف النهائي إيطاليا واجهت ألمانيا يا سادة المفاجأة أتت من بالوتيلي بتسجيله ثنائية والأزوري فاز بالتخصص كالعادة. وفي النهائي أسبانيا كانت حقا خارقة للعادة وبالأربعة سقط الأزوري سقوطا مدويا على غير العادة. 


وقفة تحليلة للمشاركة الإيطالية يمكن من خلالها الجزم بأن إيطاليا لم تخسر الكثير في يورو 2012 فهي قد استعادت مكانها في منصات التتويج بعد غياب دام 6 سنوات. وبات لها منتخب قوي قادر على الإطاحة بأي منتخب في العالم باستثناء الماتادور الذي أكد في يورو 2012 أنه "الفريق الذي لا يقهر". قد يقول البعض أن الأزوري تمكن من مناورة الأسبان في لقائه الافتتاحي ولولا الإرهاق لكان للطليان كلمة أخرى في نهائي وارسو. صحيح أن برانديللي وصل النهائي ببقايا حطام منتخب استهلك كل لياقته البدنية في الإطاحة بالألمان والانجليز أداءا ونتيجة. وصحيح أن أسبانيا لعبت النهائي متفوقة بيوم راحة. ولكن هذا لا يلغى حقيقة أن أسبانيا منعت إيطاليا من مواصلة المشوار في يورو 2008 وقست عليها في نهائي يورو 2012. وحتى بفرض أن ظروف الطليان كانت أفضل بدنيا مما بدا عليه الأمر في النهائي من إصابة كيليني وتبديله الاضطراري ثم إصابة موتا التي اجبرت الطليان على لعب النصف ساعة الأخيرة من المباراة بـعشرة لاعبين لما تمكن رجال برانديللي من إيقاف الماتادور الذي بدا في قمة مستواه مؤكدا عدم استعداده للتنازل عن لقبه فأسبانيا كانت لتفوز ولكن بنتيجة أقل من الرباعية القاسية.


بـوفون أدى دوره كقائد بامتياز وتألق في حماية مرماه ببسالة وأثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن أفضل حارس مرمى في العالم مازال لديه المزيد ليقدمه. بيرلو رمانة الميزان وضابط إيقاع الطليان يزداد توهجا ولمعانا كلما زادت سنوات عمره حيث قدم صانع الألعاب الأنيق بطولة رائعة سخر فيها خبرته لصالح الأزوري ونافس بقوة على لقب أفضل لاعب في البطولة والذي ذهب لصالح أندريس انيستا. المواهب الإيطالية حاضرة وبقوة في خط الوسط فبجانب بيرلو يبرز الرومانيستا دي روسي واليوفاوي ماركيزيو   والبولوني ديامنتي الذي فاجأ الجميع بمستواه الممتاز أمام انجلترا والميلانيان مونتليفو ونوتشيرينو الذين يستحقان دقائق أكثر للعب وذلك على حساب تياغو موتا الضعيف بدنيا. السوبر ماريو بالوتيلي مشروع مهاجم إيطالي من الطراز الرفيع يعتبر امتداد للمهاجمين السوبر في تاريخ المنتخب الإيطالي باولو روسي وكريستيان فييري وفرانشسكو توتي دون أن ننسى ما قدمه كاسانو الذي شكل ثنائيا لا بأس به مع المهاجم الأسمر ودي ناتالي الذي قدم الإضافة  كلما سنحت له الفرصة. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار غياب جيوسيبي روسي وأليساندرو ماتري عن البطولة ومنح جيوفينكو المزيد من الفرص في قادم المواعيد يمكننا الاطمئنان على مستقبل الهجوم الإيطالي في مونديال 2014. 


من المفارقات أن ملوك الدفاع باتوا يعانون كثيرا دفاعيا وهذا ما يتضح من خلال تتبع نتائج الأزوري في البطولات الأخيرة حيث تلقت شباك الأزوري 3 أهداف في 3 مناسبات وذلك أمام هولندا في يورو 2008 والبرازيل في قارات 2009 وسلوفاكيا في مونديال 2012 بجانب الرباعية الأخيرة أمام أسبانيا في نتيجة هي الأكبر والأقسى في تاريخ النهائي الأوروبي بل في تاريخ مشاركات إيطاليا بالبطولات الكبرى (كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم). ولم يعتد الأزوري الذي كان يعاني خصومه لتسجيل هدف في مرماه فما بالك بثلاثة أو أربعة على هذه النتائج الثقيلة علما بأن  النتيجة الأثقل للمنتخب الإيطالي في تاريخ مشاركاته بالبطولات الكبرى بشكل عام (كأس أوروبا والعالم) تعود إلى خسارته أمام البرازيل 1/4 في نهائي كأس العالم 1970. ومنذ 2008 تغير الحال وبات عشاق الأزوري على موعد مع هزيمة ثقيلة في كل بطولة كبيرة. فبعد عمالقة الدفاع في تاريخ الـ"سكوادرا أزورا" فرانكو باريزي وباولو مالديني وباولو كانافارو وأليساندرو نستا بات قائد الدفاع الإيطالي حاليا لا يملك في رصيده سوى 3 مشاركات كبرى وهو المدافع كيليني الذي لا يعتبر مدافع من طراز عمالقة الزمن الجميل رغم اجتهاده وقتاليته ليندثر الزمن الذي كان يتنافس فيه مدافعين المنتخب الإيطالي في السابق على لقب المدافع الأفضل في العالم. في إيطاليا هناك حاليا مشاريع مدافعين من الطراز العالي وهم بحاجة للمزيد من النضج واكتساب الخبرات ليصلوا للمرحلة التي تمكنهم من الصمود في وجه منتخب "خارق للعادة" كالمنتخب الأسباني.. بارزالي، بالزاريتي، أباتي، بونوتشي، ماجيو، رانوكيا، سانتون مواهب دفاعيةإيطالية مبشرة فمتى تبلغ قمة النضج الكروي. وتاريخيا إيطاليا لا تفوز إلا بالدفاع وإذا ما استعاد مدافعوها الريادة عالميا فتأكدوا حينها أن إيطاليا ستعود.

الاثنين، 2 يوليو 2012

الجالية الصومالية بدولة الكويت تحتفل بذكرى الاستقلال تحت رعاية السفارة الصومالية

جانب من حفل الجالية الصومالية بدولة الكويت بالذكرى الـ52 للاستقلال    تصوير: سميرة البارود
اجتمع أبناء الجالية الصومالية بدولة الكويت مساء السبت الماضي في مسرح الشامية للاحتفال بالذكرى الـ52 لاستقلال جمهورية الصومال وذلك تحت رعاية السفارة وأعيان الجالية وبحضور المئات من أبناء الجالية ووفد رسمي رفيع المستوى يتقدمه سعادة سفير الصومال لدى الكويت عبدالقادر أمين وممثلين من وزارة الخارجية الكويتية وسفراء بعض الدول الشقيقة والصديقة في الكويت حيث حضر كلا من سفير دولة تركيا أوميت يالتشين وسفير جمهورية جيبوتي على محمد مؤمن وسفير جمهورية كينيا محمد آدن ومندوب عن السفارة الإثيوبية لدى الكويت. بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم قام بعدها مجموعة أطفال يرتدون الزي العسكري بتحية العلم وترديد النشيد الوطني بتفاعل مع الجمهور الذي لون القاعة باللونين الأبيض والأزرق ملوحا بالعلم الصومالي في أجواء وطنية رائعة. ليطل عريفا الحفلة الأخ عبدالناصر حسين والأخت أمل محمود للترحيب بالحضور وتقديم فقرات الحفل وهو ما أجادا فيه بشكل مميز من خلال التنويع بين اللغة الصومالية التي تحدث بها عبدالناصر واللغتين العربية والإنجليزية اللتين تحدثت بهما أمل وذلك في محاولة للتواصل مع الجميع. استهل السيد محمد خميني رئيس الجالية كلمته بتوجيه التهنئة للشعب الصومالي بهذه المناسبة وتمنى أن يعود الأمن والسلام ليملأ ربوع الوطن كما حيى جهود شباب الجالية الذين عملوا بجد واجتهاد من أجل أن يخرج هذا الحفل بصورة تليق بالمناسبة وحثهم على مواصلة العطاء والتمسك بسلاح العلم والصبر مبديا فخره واعتزازه بهذه الجهود الشبابية واستعداده وأعيان الجالية بدعم الجيل الصاعد ماديا ومعنويا ثم تسلم المنصة بعدها المهندس محمد طاهر الذي ألقى كلمة اللجنة المنظمة شكر فيها كل من ساهم وعمل في سبيل إقامة هذا الحفل إجلالا وتقديرا لتضحيات رجال ونساء أفنوا حياتهم في سبيل استقلال الصومال وإعلاء راية العلم الأزرق ووجه تحية تقدير وعرفان للجالية والسفارة على الدعم المادي والمعنوي لإقامة الحفل. أعرب بعدها سعادة السفير عبدالقادر أمين عن شكره وامتنانه للكويت حكومة وشعبا على الاهتمام بقضايا الصومال ودعمه وعن تفاؤله بتباشير الأمل التي ظهرت في الأفق لننتقل من مرحلة الآلام إلى مرحلة الأمال كما تقدم بالشكر لقادة الصومال وقوات الأمن على جهودهم في إستعادة الأمن والاستقرار وأبدى حرصه على خدمة أبناء الجالية وقدم التهنئة لأبنائه خريجي الثانوية العامة في الكويت مؤكدا سعي السفارة في ايجاد فرص مناسبة لهم لاستكمال التعليم سواء في الكويت أو في الدول الشقيقة والصديقة وأشاد بالدور الذي تلعبه تركيا في دعم الصومال من اجل بناء دولة المؤسسات وختم بتهنئة الصوماليين بهذه المناسبة متمنيا أن يعيدها الله علينا بكل خير ورفاهية وقام بعدها سعادته بتكريم ضيوف الحفل شاكرا لهم حضورهم لمشاركة الصوماليين الفرحة بذكرى الاستقلال. وكان للحفل وقفة مع التراث الصومالي بقصيدة وطنية ألقتها الأخت شكري حسن ثم بتقديم رقصة فلكلورية شعبية (الدانتو) بطريقة مميزة ورائعة تفاعل معها الحضور لدرجة دفعت أحد الشيوخ في الصفوف الإمامية لإعتلاء المسرح والمشاركة في الرقصة كما عمل شباب الجالية  من خلال بعض فقرات الحفل على تقديم رسائل هادفة وهذا ما تجلى في إحدى المشاهد التمثيلية حيث أدى الأخ ورسمة محمود دور مدرس التاريخ الذي قدم مع طلبته درسا في تاريخ الصومال سرد فيها تاريخ الصومال الحديث ورؤساء البلاد ومنجزاتهم منذ  عهد الرئيس آدن عبدالله عثمان مرورا بسياد بري وحتى عهد الرئيس الحالى شيخ شريف شيخ أحمد وذلك بطريقة مبتكرة وبسيطة نالت استحسان الجمهور الذي كان في قمة التفاعل مع ورسمة وطلبته. وتم تقديم فقرة المسرح الصامت والتي حملت عنوان "كيف كنا وكيف أصبحنا" وأبدع فيها الأخ محمد شري في الفكرة التي أداها الشباب بحرفية واتقان مع موسيقى تصويرية ومشاهد لفيديو مؤثر ومعبر عن ما حل بالصومال جراء الحرب الأهلية الطاحنة في العقدين الماضيين. وتخلل الحفل فقرات غنائية جميلة تناوب على أدائها نخبة من فناني الجالية في الكويت أبدع كلا من مصطفى بيانو وطقني بشاش وأحمد كويتي وأفرح وغيرهم في أداء أشهر الأغاني الصومالية الوطنية التي احييت في نفوس الحاضرين الحنين والشوق للوطن لتنتهى الأمسية على أمل أن يتجدد الملتقى في الصومال.. فهنئيا لنا الصومال وطنا وهنئيا للصومال بنا شعبا وأدام الله عزك يا بلادي وكل عام والصومال بخير.

السبت، 30 يونيو 2012

الوطن يحتفي بأبنائه في يوم الاحتفاء بذكرى استقلاله


"لانريدها مجرد حفلة غنائية، وإن كنا سنكرر ذات النمط المألوف لتلك الحفلات الصومالية التقليدية فلا جدوى من العمل، نريدها لإيصال فكرة.. نريدها لإيصال رسالة.. نريدها لنثبت بأن الصومال كل الصومال أمة واحدة" هكذا كان لسان حال شباب اجتمعوا تحت راية الصومال فقـرروا الاحتفاء بالوطن في يوم استقلاله ولكن عذرا يا رفاق، لم تحتفوا بالصومال فهي من قد احتفت بكم واستبشرت خيرا بكم أنتم من ستحملون مشاعل الغد لأنارة الدرب نحو مستقبل مشرق للصومال بإذن الله تعالى، فبارك الله جهودكم وسدد خطاكم..
قصة حفل عشت كواليسه منذ 31/مايو الماضي "يوم تخرجي :)" وحتى الساعات الأخيرة من اليوم الذي سبق الحفل.. كنت حاضرا في لحظات العهد الصادق بأن يقام حفل الاستقلال أيا كان الثمن.. بدأت فكرة قابلها البعض بفتور ولكن أنى للفتور أن يهزم حماس الشباب، وتحت رعاية السفارة وأبناء الجالية انطلقت مسيرة شباب وشابات انكروا الذات وركزوا في اثبات الإمكانيات خدمة لذات الصومال الوطن. لجان تشكلت، اعتراضات تعالت، حسابات خفية على السطح طفت، وتصفيات شخصية قد تمت. لم يبق في الساحة سوى من أراد خدمة الوطن لأجل الوطن. قد لا يتفق معي البعض في السطر السابق ولكن لم اعتد أن احسب حساب ما قد يترتب على ما سبق خصوصا أنها صراحة لمن أراد الراحة. تم تجاوز المطب وحدثت الترضيات :) وبدأ سباق من نوع آخر سباق مع الزمن فقد اقتربت ساعة الصفر. المسرح جاهز ولكن الطاقة الاستيعابية ليست بحجم المأمول هناك مسرح بديل ذو طاقة استيعابية أكبر ولكن دون أي مواصفات فنية لتقديم برنامج ناجح.. الخيار كان صعبا وأمام حتمية ووجوب تقديم برنامج يعتمد على الكيف والجودة ونخاطب به العقول كان مسرح الشامية هو من وقع عليه الخيار النهائي. نجوم الأمسية هم شباب وشابات كانوا على قدر المسؤولية بروفات متعاقبة بحثا عن تقديم الصورة المثالية لفقرات نالت استحسان الحضور أطفال ينشدون تحية العلم رقصة شعبية فلكلورية تميز بها شبابنا حتى أخرجوا الشيخ من وقاره :) وأناشيد وقصائد صومالية ومسرح هادف يقدم تاريخ الصومال بطريقة مبتكرة ومشهد تمثيلي يقدم رسالة مختصرة بأن لا بناء إلا بعد السلام ونبذ القبلية والقتال وجبة دسمة كانت بانتظار الحضور تخللتها فقرات غنائية وتقديم رائع للحفل من قبل العريفين الأخت أمل والأخ عبدالناصر اللذين نجحا في التواصل مع الجمهور بكل اللغات المطلوبة الصومالية والعربية والانجليزية فكانا بمثابة "حبة التوت" التي زينت الكيكة. فهنيئا لنا الصومال وطنا وهنئيا للصومال بكم أبناء وأدام الله عزك يا بلادي وجعلك بلدا آمنا مطمئنا.

الأربعاء، 9 مايو 2012

همس الزعامة فـي حضرة الرئيس

أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس الثقافي الصومالي مع فخامة رئيس الجمهورية

خلال زيارته الرسمية لدولة الكويت مؤخرا عـقـد رئيس جمهورية الصومال شيخ شريف شيخ أحمد لقاء مع كوكبة مميزة من شباب الجالية الصومالية في الكويت وذلك في مقر إقامته بقصر بيان في 7 من مايو 2012. وقد كان للمجلس الثقافي الصومالي ممثلا بإعضاء إدارته محمد عبدالكريم، إبراهيم عبدالباري وعبدالله درر دورا بارزا في ترتيب وتنظيم هذا اللقاء خلال استقبالهم للرئيس في اليوم الأول لزيارته والذي أبدى تجاوبا سريعا ورحب بالفكرة مؤكدا حرصه على الالتقاء مباشرة بشباب الوطن والاستماع لهم دون أية حواجز وبشكل ودي وشفاف. وتشكل الوفد الشبابي الذي تشرف بمقابلة فخامته من ممثلين لمؤسسات العمل النقابي والتطوعي والخيري التي ينشط فيها الشباب الصومالي في الكويت وهي اتحاد الطلبة الصوماليين في الكويت (SSUK) وجمعية دلسن النسائية الخيرية والمجلس الثقافي الصومالي.
أعضاء الوفد الشبابي في صورة تذكارية مع فخامة الرئيس وسعادة السفير
 بـدأ اللقاء بكلمة للأخ عبدالله درر رحب فيها بفخامة الرئيس وشكره على موافقته على لقاء الشباب بشكل خاص وشرح له دور الشباب الصومالي في الكويت في إنشاء هذه المؤسسات لخدمة الجالية والمجتمع وتشجيع الشباب على العمل النقابي والتطوعي والخيري وتنمية روح الانتماء للوطن بعيدا عن حساسيات القبلية التي كانت السبب الرئيس في ما يعانية الصومال منذ أكثر من عقدين من الزمان، وأكد درر على أن المجال مفتوح لكل شاب صومالي مقيم في الكويت للانضمام لأيا من هذه المؤسسات التي تهدف لجمع كل الشباب من زيلع وحتى كسمايو تحت لواء العلم الأزرق وذكر أن أساس العمل بين هذه المؤسسات هي التكامل والتنافس الشريف من أجل خدمة شباب الجالية الذين هم على أتم الاستعداد لخدمة الوطن دون أي مقابل. ثم ترك المجال بعدها لرئيس جمعية دلسن النسائية الأخت رندا محمد والتي بدورها ثمنت لفخامة الرئيس حرصه على الاجتماع بأبنائه ووضحت له الصعوبات التي يواجهها الشباب في مجال التعليم من حيث محدودية مقاعد المنح للطلبة الصوماليين بجامعة الكويت والبالغة خمس مقاعد مقارنة بنظرائهم من طلبة دول جامعة الدول العربية واقتصارها على كليات معينة مما يترتب على ذلك من حرمان بعض الطلبة من تحقيق طموحاتهم في دراسة تخصصات غير مشمولة بالمنح والقيود التي تحول دون تحويل الطلبة لتلك الكليات متمنية من فخامته أن يتفضل على ابنائه لتذليل هذه الصعوبات وحلها بالتعاون والتنسيق مع الحكومة الكويتية. كما كشفت الأخت أمل محمود لفخامته العقبات التي واجهت جمعية دلسن النسائية في مشروع جمع الكتب وإرسالها لأبناء الوطن في الداخل متأملة من الله تعالى ثم من فخامته أن يتم تجاوز هذه العقبات من خلال تخفيض الرسوم الجمركية وتسهيل إجراءات نقل المساعدات العينية لأرض الوطن. وقد وجه رئيس المجلس الثقافي الأخ محمد عبدالكريم لفخامة الرئيس سؤالا فيما يتعلق بأمور ترسيم حدود الصومال المائية مع دول الجوار في الدستور الجديد وفي ذات السياق تركزت اسئلة الأخ عبدالرشيد الذي استفسر من فخامته المواد الجديدة في الدستور والمتعلقة بالصفات الواجب توفرها في من يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية وما تردد من اشاعات حول عدم تحديد ديانة المرشح في الدستور أو حق منح الجنسية لمن يعيش في البلد خمس سنوات ينال بعدها جميع حقوق المواطنة بما فيه الحقوق السياسية وخاصة حق الترشح للرئاسة. بينما تحدث رئيس اتحاد الطلبة الصوماليين في دولة الكويت الأخ عبدالله شيخ حسن عن سعادته وتشرفه بمقابلة فخامة الرئيس التي تشكل له ولإخوانه من الطلبة الدافع الأكبر في المثابرة على التحصيل العلمي لنيل أعلى الدرجات وخدمة البلاد مستقبلا.

فخامة رئيس جمهورية الصومال شيخ شريف شيخ أحمد
وبدوره أكد فخامة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد حرصه الشخصي وحكومته على مساهمة الشباب في نهضة الوطن وما هذا الاجتماع إلا تعبير صادق عن هذا الحرص، وأكد فخامته أن سيناقش كل مطالب الشباب الصومالي في الكويت مع الحكومة الكويتية وشدد على اهتمامه البالغ بالجانب التعليمي ورغبته في تذليل وحل كل المشاكل التي قد تعيق مسيرة الشباب الصومالي في التعليم في دولة الكويت. وبدد فخامته المخاوف التي تراود الكثيرين حول بعض مواد الدستور الجديد فديانة الدولة هي الإسلام وهو شرط أصيل في من يتولى رئاسة الجمهورية وأنه لا صحة للإشاعات التي تتحدث عن منح الجنسية الصومالية بكل الحقوق السياسية لمن يعيش في البلاد خمس سنوات مستغربا ذلك ومؤكد على أنه مثل هذه المادة تشكلا خطرا قوميا على الأمة الصومالية وشدد على أنه وحكومته لن يتنازلا عن شبر واحد من أراضي الصومال ولا مياهه الإقليمية في الترسيم الحدودي مع دول الجوار خلال وضع الدستور الجديد. كما تطرق إلى الهاجس الذي تعيشه الحكومة الصومالية والمتمثل في استعادة الأمن المفقود على كامل تراب الوطن وأن الحل هو في بناء منطومة أمنية متكاملة تشمل الجيش وجهاز الشرطة ونجاح هذا المشروع يقع على كاهل الشباب الصومالي في المهجر وقال أن هذا المشروع لا يهدف لإعادة الشباب إلى زمن حمل السلاح فالكل يستطيع أن يساهم في مجاله حيث أكد حاجة الدولة لبناء مستشفى عسكري يضم التخصصات الطبية للأطباء والصيادلة والممرضين وإدارة تكنوقراطية تضم محاسبين وقانونيين وجهاز إعلامي وطني يضم الكفاءات الإعلامية وهكذا في جميع المجالات ووجه نصيحة لكل الشباب بأن يضعوا في اعتبارهم أن يعودوا يوما لخدمة الوطن وإعادة اعماره. وفي نهاية اللقاء التقط الوفد الشبابي صورة تذكارية مع فخامة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد شاكرين له منحهم الفرصة لهذه اللقاء.